Aug 10, 2010

الحرب الأخيرة بين الاتحاد السوفيتي واليابان


مر 65 عاماً على بداية العملية الإستراتيجية الهجومية للقوات السوفيتية والمنغولية في منشوريا ضد القوات الإمبراطورية اليابانية. بدأت هذه الحملة في التاسع من أغسطس/آب واستمرت لغاية الثاني من سبتمبر/أيلول من عام 1945، أي في المرحلة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. وكان الهدف من هذه الحملة هو تدمير جيش كوانتونغ وتحرير كل من منشوريا الواقعة في شمال شرق الصين وكوريا الشمالية وتعجيل انتهاء الحرب العالمية الثانية


وانتشرت عملية منشوريا العسكرية على طول جبهة يعادل طولها أكثر من 4600 كم وعرضها يتراوح بين 200 إلى 820 كم على مسرح وعر للعمليات القتالية حيث تضاريسه تمر عبر الصحاري والجبال والغابات والمستنقعات والأنهر. ووضعت على الحدود الفاصلة بين الاتحاد السوفيتي وجمهورية منغوليا الشعبية 17 منطقة محصنة تمتد على مسافة 1000 كم، يتواجد عليها 8000 موقع حربي ضخم
وكان جيش كوانتونغ تحت قيادة الجنرال الياباني يامادا اوتوزو يتألف من 31 فرقة وتسعة ألوية مشاة ولواء خاص للانتحاريين، إضافة إلى لوائي دبابات. كما دخلت في قوام قطعات الجيش السادس التابع للجنرال اوتوزو ثلاث جبهات، وجيش لسلاح الجو وقافلة حربية بحرية "سونغهوا". عدا عن ذلك كان تحت قيادة كوانتونغ يخضع جيش مانشيكو المؤلف من فرقتي خيالة وفرقتي مشاة و12 لواء مشاة وأربعة أفواج من المشاة إضافة إلى قوات من منغوليا الداخلية التابعة للأمير دوفان والمجموعة العسكرية في سييوان التي تتكون من أربع فرق مشاة وخمس فرق خيالية ولوائين من المشاة. وبشكل مختصر فأن عدد جيش كوانتونغ قدر بـ1.3 مليون شخص يملك 626 مدفعا وقاذفا و1155 دبابة و1900 طائرة و25 سفينة

وبحسب الخطة الإستراتيجية لليابان، التي وضعت عام 1945، فإن ثلث جيش كوانتونغ إضافة إلى قوات مانشيكو وقوات مانغوليا الداخلية يبقى في محيط الحدود لصد تقدم القوات السوفيتية إلى عمق مانشوريا. أما القوى الأساسية المرابطة في المناطق المركزية لمناشوريا، فكان عليها أن ترغم القوات السوفيتية على الانتقال من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع، ومن ثم وبشكل مشترك مع قوات الاحتياط القادمة من الصين وكوريا ارغام السوفييت على التراجع للتوغل في أراضي الاتحاد السوفيتي ومنغوليا

أما فكرة القيادة العامة للاتحاد السوفيتي فكانت تتمحور حول تدمير جيش كوانتونغ عن طريق توجيه ضربتين رئيستين أتيتين من أراضي منغوليا وإقليم بريموريا الواقع في شرق أقصى روسيا إضافة إلى عدد من الضربات المساعدة الموجهة إلى وسط مانشوريا، بهدف تقسيم والقضاء على القوات المعادية بشكل تدريجي. ولهذا الغرض تم ادخال قوات الجبهة الأولى والثانية التابعتين للشرق الأقصى الروسي مع قوات الجيش المنغولي التابعة لقوام المجموعات السوفيتية المنغولية الآلية وقوات أسطول المحيط الهادي السوفيتي والقوافل البحرية لإقليم أمور الروسي

وتم خلال الفترة ما بين مايو/أيار ويوليو/تموز من عام 1945 إرسال من الغرب إلى الشرق الأقصى كمية هائلة من القوات السوفيتية بينها تشكيلات عسكرية محمولة. وعين الماريشال ألكسندر فاسيليفسكي قائد عام لقوات منطقة الشرق الأقصى أما الأميرال نيقولاي كوزنيتسوف فكان يقوم بمهمة تنسيق العمليات بين القوات البحرية والجوية للاتحاد السوفيتي إلى جانب الماريشال السلاح الجوي ألكسندر نوفيكوف


وتطلبت حملة مانشوريا من الاتحاد السوفيتي ومانغوليا أكثر من 1.5 مليون شخص، وأكثر من 25 ألف مدفع وقاذف و5460 دبابة ومدفعية ذاتية الحركة وما يقارب 5000 طائرة مقاتلة. ولو ترجمنا هذه الأرقام إلى لغة التقسيمات العسكرية فستكون بالشكل التالي: عشرة جيوش مختلفة الأصناف

بدأت القوات السوفيتية في التاسع من أغسطس بتنفيذ الهجوم، بعد تمهيد الطيران، الذي وجه ضربات محددة على المواقع العسكرية في هاربيين وتشانغ تشون وجيلين وعلى مناطق تجمع القوات اليابانية وعلى عقد الاتصالات للعدو القريبة من الحدود. وتمكن أسطول المحيط الهادي السوفيتي الحربي بعد خروجه إلى بحر اليابان من قطع الاتصالات التي تربط كوريا ومانشوريا مع اليابان، ووجه ضربات جوية ومدفعية مؤلمة على القواعد البحرية العسكرية في أونغي وناجين وتشونغجين

أما قوات التابعة لجبهة منطقة زابايكال العسكرية السوفيتية فقطعت الصحراء القاحلة وسلاسل جبال خنجان سيراً على الأقدام، وهذا العمل البطولي، الذي يصفه التاريخ على أنه معجزة عسكرية، يعتبر من أكبر الدروس الحربية إلى يومنا هذا، وقتل خلال هذه المسافة عدد هائل من الجنود، إما بسبب العطش أو المرض أو التعب. ثم استطاعوا بعد هذه المسافة جمع قوتهم وتدمير العدو في 4 اتجاهات وخرجوا في 18 من اغسطس إلى أقرب نقطة من أهم المواقع الصناعية والإدارية في مانشوريا

ولتسريع عملية أسر جيش كانتونتغ ومنعه من إمكانية الإجلاء أو التخريب تمت عملية انزال مظلي فوق المناطق التي تعرضت للقصف السوفيتي، ومن ثم قامت قوات الإنزال بالتحرك إلى الجنوب باتجاه ميناء أرتور. وفي يوم 18 من اغسطس استطاعت القوات السوفيتية والمنغولية المشتركة تحت قيادة العماد السوفيتي عيسى بيليف من الوصول إلى زانججياكو و تشينغد، عازلة جيش كونتينغ عن القوات اليابانية في شمال الصين

في الوقت ذاته قامت قوات الجبهة الأولى للشرق الأقصى الروسي بقطع خط المناطق المحصنة المتمركزة على الحدود وصدت في منطقة مودانجيانغ الضربات الشرسة المضادة لليابانيين، أما الجيش الخامس والعشرين بالتعاون مع القوات المظلية التابعة لأسطول المحيط الهادي فاستولى على موانئ كوريا الشمالية ومن ثم حرر أراضيها. ولم تستطع القوات اليابانية من التراجع إلى المدن الكبرى لأن الطرق المؤدية إليها كانت مقطوعة بشكل تام

وتمكنت القوات التابعة للجبهة الثانية لمنطقة الشرق الأقصى من الصمود أمام الضربات اليابانية ومن ثم خرقت خطوط الدفاع في مقاطعة هيلونغجيانغ واستولت هذه القوات في 20 اغسطس على هاربيين. وتحركت هذه القوات على ثلاث جهات (الشرق والغرب والشمال) لتصل إلى سهول مانشوريا الوسطى وتقسم القوات اليابانية إلى مجموعات صغيرة، اضطرت بعدها للاستلام

إن الهجوم السريع للقوات السوفيتية والمنغولية وضع اليابان أمام طريق مسدود، ولم تنجح الخطة القيادية لديها في الاستمرار بالدفاع والقيام بهجوم مضاد. ومع تدمير جيش كونتونغ وخسارة القاعدة العسكرية ـ الاقتصادية البحرية (شمال شرق الصين وكوريا الشمالية) فقدت اليابان القوة الحقيقة وإمكانية متابعة القتال

وفي الثاني من سبتمبر عام 1945 وفي مياه خليج طوكيو وعلى متن البارجة "ميسوري" وقعت اليابان على وثيقة الاستسلام. كانت الخسائر البشرية للحملة على الشكل التالي: أكثر من 674 ألف ياباني بين قتيل وأسير، أكثر من 12 ألف قتيل و24 ألف جريح بين صفوف الجيش الأحمر السوفيتي

وتعتبر الحملة ضد مانشوريا من الناحية التخطيطية والديناميكية ونطاقها من أهم وأكبر العمليات العسكرية للجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية. لكن النجاح الأول والأهم يعود إلى التخطيط لعملية تجميع القوات ونقلها من الغرب إلى أقصى الشرق لمسافة تزيد عن 12 ألف كم، مع المحافظة على قدرة المناورة على مساحات شاسعة من الأراضي الوعرة ومتعددة التضاريس، إضافة إلى التنسيق الموفق بين القوات البحرية والجوية السوفيتية

من بين جميع الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية، بعد عام 1945 بقت اليابان وحدها تستمر بالقتال. ففي يوم 17 من يوليو عام 1945 عُقد مؤتمر بوتسدام بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا حيث تم الحديث بشكل مكثف عن الوضع في الشرق الأقصى للكرة الأرضية

وفي البيان المشترك الصادر عن مؤتمر بوتسدام في 26 يوليو من العام ذاته توجه زعماء الولايات المتحدة وبريطانيا والصين، دون التنسيق مع الاتحاد السوفيتي، إلى الحكومة اليابانية طالبين منها الاستسلام بدون شروط مسبقة

وأظهر مؤتمر بوتسدام جاهزية دول الحلفاء لضرب اليابان، معتمدين على القوة العسكرية لكل من بريطانيا وأمريكا والصين، ضربها بحيث ترضخ لطلب الاستسلام

وشرح بيان بوتسدام بصورة شبيهة بالأوامر ظروف الاستسلام: اجتثاث السلطة العسكرية في اليابان، وإبعاد السلطة التي خدعت وضللت الشعب الياباني، وانزال أشد أنواع العقوبات بالمجرمين؛ احتلال اليابان بشكل مؤقت إلا أن تدمر قدرتها العسكرية؛ الحد من السيادة اليابانية والاكتفاء بالجزر: هونشو، هوكايدو، كيوسيو وشيكوكو وغيرها من الجزر الصغيرة؛ نزع السلاح من القوات المسلحة اليابانية؛ منع تطوير القطاع العسكري الياباني؛ خلق ظروف لولادة نزعات ديمقراطية في البلاد، وادخال الحرية واحترام حقوق الإنسان

وأشار بيان بوتسدام بشكل قاطع إلى أن الحلفاء لا يرغبون ولا يسعون إلى استعباد الشعب الياباني أو قتله، وأن قوات الحلفاء ستخرج من اليابان عندما تتحقق مطالب بوتسدام. طبعا، قامت اليابان في 28 من يوليو برفض هذه البنود بشكل قاطع

وأكد الاتحاد السوفيتي، الذي ألغى في ابريل عام 1945 معاهدة الحياد مع اليابان، خلال المؤتمر جاهزيته لخوض حرب ضد اليابان بهدف التسريع لانهاء الحرب العالمية الثانية والقضاء على بؤرة العدوان الأخيرة في آسيا

وهكذا كانت بداية حملة مانشوريا الشهيرة ضد جيش كانتونتغ المرابط في منشوريا، التي انضمن إليها منغوليا في العاشر من أغسطس  1945
 
المنتصرون فقط يكتبون الشروط، ويكتبون حتى التاريخ

Jul 19, 2010

مؤتمر بوتسدام الخطوة الأولى نحو الحرب الباردة


في 17 من يوليو عام 1945 وفي مدينة بوتسدام الألمانية، بدأ مؤتمر زعماء كل من الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين والولايات المتحدة هاري ترومان ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشيل، الذي توفي وجاء من بعده رئيس الوزراء الجديد كليمنت أتلي في 28 يوليو
ومن المفترض أن يلخص هذا المؤتمر نتائج الحرب العالمية الثانية، رغم أنها، أنذاك، لم تنتهي بشكل رسمي، إلا أن مقاومة اليابان في منطقة الشرق الأقصى من الكرة الأرضية، أضحت غير قادرة على تغيير شيء من الواقع. ومن الجدير ذكره أن لقاء بوتسدام كان اللقاء الثالث والأخير، بعد لقائي طهران ويالطا، للدول الثلاث الكبرى، لزعماء التحالف الرئيسي ضد هتلر

وكان الموضوع الرئيسي لمباحثات القمة هو تحديد مصير ألمانيا بعد الحرب. وبحسب قرارات مؤتمر يالطا عام 1945، تنص معاهدة بوتسدام على ما يلي: تجريد ألمانيا من السلاح وحل قواتها المسلحة وهدم الصناعات العسكرية والعمل على اجتثاث الفكر النازي ونشر الديمقراطية في ألمانيا، وهاتين العمليتين تعنيان القضاء على الأحزاب الوطنية الإشتراكية وعلى المنظمات والهيئات العاملة تحت جناح هذه الأحزاب ومنع أي نشاطات عسكرية أو دعائية في البلاد. ولدفع التعويضات للمتضررين، قام المشاركين في المؤتمر بتوقيع اتفاقية بهذا الصدد، التي تعطي الحق للشعوب التي عانت من عدوان الفاشيين الحصول على تعويضات مالية
كما تم خلال المؤتمر التوصل إلى اتفاق على احتلال ألمانيا من قبل أربع دول وتقسيمها إلى مناطق، بهدف نشر الديمقراطية في البلاد! وتحييدها من السلاح. وأثناء احتلال ألمانيا سُلمت السلطة العليا في البلاد إلى القادة العسكريين في الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، كل في منطقته. أما المسائل التي تتعلق بألمانيا كلها، فكان من المفترض أن تحل على يد المشاركين في مجلس قيادة الحلفاء
الاتفاق الذي اسفر عن مؤتمر بوتسدام رسم حدود جديدة لألمانيا، بحيث أصبحت حدودها مع بولندا تمر عند خط أودر ـ نايسه، وأدى هذا التحديد إلى ترحيل السكان الألمان من بولندا وتشيكوسوفاكيا والمجر. وتقاسم الاتحاد السوفيتي وبولندا منطقة بروسيا الشرقية، حيث أضحت عاصمتها كونسبرج وبعد مرور عام أصبحت تعرف بكاليننغراد

 ونتيجة لهذه التحولات خسرت ألمانيا أراضي بروسيا، التي اعتبرت معقل الشوفينية والسياسة العسكرية. كما اتفق المشاركون في المؤتمر تقديم المجرمين الذين ارتكبوا جرائم حرب إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأعلنوا شروط استسلام اليابان. اي باختصار بحث موضوع تقسيم والإدارة المشتركة لألمانيا
ولقد توصل المشاركون إلى توافق في العدد الأكبر من القضايا المطروحة، إلا أن التناقضات والعداوات بدأت بالظهور في مؤتمر بوتسدام، وقادت بسرعة إلى ما يعرف بـ"الحرب الباردة". أكثر ما فجر النقاشات الساخنة كان موضوع حدود ألمانيا إضافة إلى ظهور حكومات جديدة في بلدان أوروبا الشرقية، تديرها أنظمة موالية للاتحاد السوفيتي. وفي نهاية المطاف توصل الزعيمان الغربيان والزعيم السوفيتي إلى اتفاق، قسمت أوروبا بموجبه إلى منطقتي تأثير، رغم أنهم كانوا، في بداية الأمر أو بالأحرى هكذا كان الإدعاء، أنهم يسعون إلى تخليص أوروبا من مناطق التأثير هذه بعد الانتصار في الحرب. وما "سكب الزيت على النار" في تلك الأونة هو إجراء اختبار لأول سلاح ذري في العالم في تاريخ 16 يوليو عام 1945. في الحقيقة اعتمد الرئيس ترومان على فكرة أن القنبلة ستكون وسيلة للضغط النفسي وغير النفسي على العالم بشكل عام وعلى الاتحاد السوفيتي خاصة

 
فلقد كان الثنائي ترومان ـ تشرشل مهتمين كيف يفهما ستالين بأنه ظهر لديهما ورقة الآس الرابحة القادرة على تحطيم الدور السوفيتي. وبعد مرور أسبوع من بدء أعمال المؤتمر وبعد انتهاء الدورة المتتابعة، اتخذ ترومان قراره، واستوقف ستالين على درجات قصر سيسلنهوف، ورمى بضعة كلمات بشكل عرضي تدل على امتلاك الولايات المتحدة لسلاح لم يسمع أحد بقدرته التدميرية سابقاً. استمع إليه ستالين بصمت، هز رأسه وتابع سيره دون أن يعلق على هذا الخبر. فاعتقد ترومان وتشرشل إنه لم "يفهم" المغزى، لذا يجب تخويفه بشكل أقوى وبخشونة. وفي هذه الدقائق قُرر مصير المدينتين اليابانيتين. بعد أن لمّح ترومان لستالين عن السلاح الذي بحوزة الولايات المتحدة، استنتج من ردة فعل ستالين أن الأخير لا يعرف شيئاً عن القنبلة النووية. ولم يستطع ترومان أن يخفي ابتهاجه فأضاف قائلاً إن لديه "عصا كبيرة الشبان السوفييت". وكإجراء وقائي جُربت هذه "العصا" على المدن اليابانية المدنية. وتأثيرها تجاوز كل ما كان متوقعاً
لكن المذكرات والوثائق تشير إلى أن ستالين، ورغم اعتقاد الكثير من المؤرخين والباحثين، عرف وأدرك وفهم تماماً عن ماذا يدور الحديث، لأنه وفي مساء ذلك اليوم وبعد أن علم بقيام الولايات المتحدة بتجربة الذخيرة الذرية أعطى أمراً بتسريع تصنيع حشوة ذرية سوفيتية. ومن هنا بدأت حقبة الدبلوماسية النووية
وبهذا أصبح مؤتمر بوتسدام أخر لقاء للدول الثلاث الكبرى وأخر لقاء جمع الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي بصفة حلفاء، ومنذ ذلك الحين وعلى مدى عشرات السنين اللاحقة أصبح الاتحاد السوفيتي والغرب في أفضل الأحوال متنافسين